التخطي إلى المحتوى
أعمال مستحبة في أيام وليالي العشر من ذي الحجة الذي اقسم الله تعالى بها .. لا تفوتك

أعمال مستحبة في أيام وليالي العشر من ذي الحجة الذي اقسم الله تعالى بها .. لا تفوتك

أعمال مستحبة في أيام وليالي العشر من ذي الحجة الذي اقسم الله تعالى بها .. لا تفوتك حيث تعتبر أيام العشر من ذي الحجة من أعظم الأيام؛ فهي الأيام التي فرض الله فيها الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، فقد خص الله عزّ وجل هذه الأيام بالكثير من الخيرات والطاعات، مما يستوجب على العبد شكره الله وحمده لبلوغه موسم الخيرات، ليفتح له أبوابها، ويصيبه من بركاتها، فيجتهد ويتسابق لفعل الخيرات فيها،

ومن أجل نيل رضى الله عزّ وجل، والوصول إلى جنته يوم القيامة، وفي هذا المقال سنعرفكم على أهمّ الأعمال والعبادات التي يستحبّ للمسلم القيام بها في هذه الأيام.خلق الله سبحانه وتعالى الزمان، وجعل بعضه مفضلاً عن بعض، وجعل الناس في هذه الدنيا كمثل التجار في أسواقهم، فهم يتاجرون فيها مع الله عز وجل الذي لا تنفذ خزائنه ولا ينقص شيء مما عنده، والتجارة معه جل وعلا لا تبور أبداً، حيث قال: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)،[١] فالإنسان حين يتاجر مع الناس يكسب مكاسب ضئيلة جداً،

أما حين يتاجر مع الله جل جلاله فإن تجارته تؤتي ثمارها كثيرة وافرة، فالحسنة عنده سبحانه بعشر أمثالها، وتصل إلى سبعمئة ضعف، كما أن الله عز وجل يضاعف لمن يشاء، ومن فضل الله تعالى على الناس أن جعل لهم مواسم يزداد فيها كسبهم وربحهم، فهي مواسم للطاعات والقربات، ويستكثر فيها الإنسان من العبادة والعمل الصالح،

ويتنافس فيها مع غيره من المسلمين في تحصيل الربح الوفير والأجر العظيم، فالسعيد الفائز من استثمر هذه المواسم واجتهد فيها بأقصى ما يمكنه، ومن هذه المواسم العظيمة، موسم الأيام العشر من ذي الحجة، وهي الأيام التي شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، ووجه المسلمين فيها إلى الاستكثار من العمل الصالح.[٢][٣]

وحتى يتمكن المسلم من الاستفادة من الأيام العشر من ذي الحجة بأكبر قدر ممكن، ويستغلها بأفضل ما لديه من طاعات وقربات فلا بدّ له أن يتهيأ لاستقبالها بعدّة أمور مهمة، ومنها التوبة الصادقة، فحري بالمسلم أن يستقبل هذه الأيام الفاضلة بتوبة نصوحة صادقة إلى الله تعالى يعزم فيها على عدم الرجوع إلى المعاصي أو التقصير في الطاعات،

 

ومما يحسن للمسلم أن يفعله لاستقبال هذه الأيام أيضاً أن يعزم النية الأكيدة على اغتنامها، فيحرص على ملء هذه الأيام بالأعمال الصالحة والأقوال التي ترضي الله عز وجل، وينوي في نفسه أن يجتهد أيّما اجتهاد في تحصيل أجورها وبركتها، فمن عزم على أمر ما بصدق، أعانه الله تعالى عليه، ويسّر له من الأسباب ما يعينه على ذلك أيضاً، وأخيراً فإن على المسلم أن يستقبل الأيام العشر من ذي الحجة بالبعد عن المعاصي وهجر الذنوب والآثام، فإن الطاعات سبب في قرب العبد إلى الله تعالى، والمعاصي سبب في بعده عنه، وقد يُحرم الإنسان رحمة الله بذنب أذنبه، فالواجب إذن أن يحذر من ارتكاب المعاصي في تلك الأيام العظيمة.[٣]

فضل الأيام العشر من ذي الحجة

الأيام العشر من ذي الحجة أيام عظيمة الشأن في الإسلام، وقد ورد في تعظيم شأنها عدد من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وفيما يأتي بيان جانب من فضلها:[٣][٤]

أقسم الله تعالى بالأيام العشر من ذي الحجة في قوله (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)،

وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه وعن غيره قولهم إن المراد بالعشر في الآية الكريمة العشر من ذي الحجة، وإذا أقسم الله تعالى بأمر ما فهذا دليل على عظمة مكانته، لأن العظيم سبحانه لا يقسم إلا بعظيم.
أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن العابد في الأيام العشر من ذي الحجة أفضل من المجاهد في سبيل الله تعالى، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (ما العملُ في أيامِ العشْرِ أفضلَ من العملِ في هذه، قالوا: ولا الجهادُ؟ قال: ولا الجهادُ، إلا رجلٌ خرجَ يخاطِرُ بنفسِه ومالِه، فلم يرجِعْ بشيءٍ).
قال جمهور العلماء ومنهم ابن عباس أن الأيام العشر من ذي الحجة هي الأيام المعلومات المذكورة في قول الله تعالى (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ).
أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن العمل في الأيام العشر من ذي الحجة هو أحب إلى الله تعالى من العمل في غيرها، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من أيامٍ أعظمُ عند اللهِ ولا أحبُّ إليه العملُ فيهن من أيامِ عشرِ ذي الحجةِ)[٨].
يأتي يوم عرفة في الأيام العشر من ذي الحجة، وهو يوم عظيم في الإسلام، فهو يوم الحج الأكبر ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران.
يأتي في الأيام العشر من ذي الحجة يوم النحر أيضاً، وهو أفضل أيام العام في قول بعض العلماء.
تجتمع في الأيام العشر من ذي الحجة أمهات العبادات من صيام وصدقة وحج وصلاة، وهذا لا يكون في غيرها من أيام العام أبداً.

أعمال مستحبة في أيام وليالي العشر من ذي الحجة الذي اقسم الله تعالى بها .. لا تفوتك

أعمال مستحبة في الأيام العشر من ذي الحجة

يستحب للمسلم أن يكثر من الطاعات والعبادات في هذه الأيام، ومما ورد من تلك الطاعات المستحبة فيها ما يأتي:[٩]

الصيام، فيستحب للمسلم أن يصوم الأيام التسع الأولى من الأيام العشر من ذي الحجة، لما في الصيام من فضائل وأجور عظيمة، ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم تلك الأيام.
الإكثار من ذكر الله تعالى، ومنه التهليل والتكبير والتحميد، فهي سنّة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأيام العشر من ذي الحجة، والتكبير فيها صار من السنن المهجورة في هذا الزمن، فينبغي الجهر به إحياءً لهذه السنة بين الناس وتذكير الغافلين منهم.
أداء نسك الحج والعمرة، وهذه من أعظم الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في الأيام العشر من ذي الحجة.
الأضحية، وهي من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فيستسمن أضحيته ويبذل ماله في سبيل ذلك ثم يذبحها قربة إلى الله عز وجل.

 

أعمالِ شهرِ ذِي الحُجّة.

وهو شهر شريف وكان صلحاء الصّحابة والتّابعين يهتمّون بالعبادة فيه اهتماماً بالغاً، والعشر الاوائل من ايّامه هي الايّام المعلومات المذكورة في القرآن الكريم وهي أيّام فاضلة غاية الفضل، وقد روي عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما من أيّام العمل فيها أحبّ الى الله عزّوجلّ من أيّام هذه العشر ولهذه العشر، أعمال:

الاوّل: الصيام

صيام الايّام التسّعة الاوُل منها فانّه يعدل صيام العمر كلّه.

الثّاني: الصلاة

أن يصلّي بين فريضتي المغرب والعشاء في كلّ ليلة من لياليها ركعتين يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب والتّوحيد مرّة واحدة، وهذه الاية ﴿وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثينَ لَيْلَةً وَاَتْمَمْناها بِعَشْر فَتَمَّ ميقاتُ رَبِّهِ اَرْبَعينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِاَخيهِ هارُونَ اخْلُفنى فى قَوْمى وَاَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبيلَ الْمُفْسِدينَ﴾ ليشارك الحاج في ثوابهم.

الثّالث: الدعاء

أن يدعو بهذا الدّعاء من أوّل يوم من عشر ذي الحجّة الى عشيّة عرفة في دبر صلاة الصّبح وقبل المغرب، وقد رواه الشّيخ والسّيد عن الصّادق (عليه السلام):
اَللّـهُمَّ هذِهِ الْاَيّامُ الَّتى فَضَّلْتَها عَلَى الْاَيّامِ وَشَرَّفْتَها قَدْ بَلَّغْتَنيها بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ، فَاَنْزِلْ عَلَيْنا مِنْ بَرَكاتِكَ، وَاَوْسِعْ عَلَيْنا فيها مِنْ نَعْمآئِكَ،

اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَهْدِيَنا فيها لِسَبيلِ الْهُدى وَالْعِفافِ وِالْغِنى وَالْعَمَلِ فيها بِما تُحِبُّ وَتَرْضى،

اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى، وَيا سامِعَ كُلِّ نَجْوى، وَيا شاهِدَ كُلِّ مَلاَء، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةً اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَكْشِفَ عَنّا فيهَا الْبَلاءَ، وَتَسْتَجيبَ لَنا فيهَا الدُّعآءَ، وَتُقَوِّيَنا فيها وَتُعينَنا وَتُوَفِّقَنا فيها لِما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى وَعَلى مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنْ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسوُلِكَ وَاَهْلِ وَلايَتِكَ،

اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَهَبَ لَنا فيهَا الرِّضا اِنَّكَ سَميعُ الدُّعآءِ، وَلا تَحْرِمْنا خَيْرَ ما تُنْزِلُ فيها مِنَ السَّمآءِ، وَطَهَّرْنا مِنَ الذُّنوُبِ يا عَلاّمَ الْغُيوُبِ، وَاَوْجِبْ لَنا فيها دارَ الْخُلوُدِ،

اَللّهمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلا تَتْرُكْ لَنا فيها ذَنْباً اِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً اِلاّ فَرَّجْتَهُ، وَلا دَيْناً اِلاّ قَضَيْتَهُ، وَلا غائِباً اِلاّ اَدَّيْتَهُ، وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ اِلاّ سَهَّلْتَها وَيَسَّرْتَها اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ،

اَللّـهُمَّ يا عالِمَ الْخَفِيّاتِ، يا راحِمَ الْعَبَراتِ، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ، يا رَبَّ الْاَرَضينَ وَالسَّماواتِ، يا مَنْ لا تَتَشابَهُ عَلَيْهِ الْاَصْواتِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاجْعَلْنا فيها مِنْ عُتَقآئِكَ وَطُلَقآئِكَ مِنَ النّارِ، وَالْفائِزينَ بِجَنَّتِكَ وَالنّاجينَ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ سَيِّدِنا مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ.

الرّابع: ادعية مستحبة

أن يدعو في كلّ يوم من أيّام العشر بهذه الدّعوات الخمس وقد جاء بها جبرئيل الى عيسى بن مريم هديّة من الله تعالى ليدعو بها في أيّام العشر، وهذه هي الدّعوات الخمس:
(1) اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ
(2) اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، اَحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً
(3) اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ اَحَداً صَمَداً لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ
(4) اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيى وَيُميتُ وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ
(5) حَسْبِىَ اللهُ وَكَفى سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعا، لَيْسَ وَرآءَ اللهِ مُنْتَهى، اَشْهَدُ للهِ بِما دَعا وَاَنَّهُ بَرىءٌ مِمَّنْ تَبَرَأَ وَاَنَّ لِلّهِ الاْخِرَةَ وَالْاُولى.
ثمّ ذكر عيسى (عليه السلام) اجراً جزيلاً للدّعاء بكلّ من هذه الدّعوات الخمس مائة مرّة، ولا يبعد أن يكون الدّاعى لله بكلّ من هذه الدّعوات في كلّ يوم عشر مرّات ممتثلاً لما ورد في الحديث، كما احتمله العلاّمة المجلسي (رحمه الله) والافضل أن يدعى بكُلّ منها في كلّ يوم مائة مرّة.

الخامس: التهليل

أن يهلّل في كلّ يوم من العشر بهذا التّهليل المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بأجره الجزيل، والافضل التهليل به في كلّ يوم عشر مرّات:
لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الّلَيالى وَالدُّهُورِ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ اَمْواجِ الْبُحُورِ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ ورَحْمَتُهُ خَيْرٌ مِما يَجْمَعُونَ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الشَّوْكِ الشَّجَرِ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الْحَجَرِ وَالْمَدَرِ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ لَمْحِ الْعُيُونِ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ فِى الّلَيْلِ اِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ اِذا تَنَفَّسَ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ عَدَدَ الرِّياحِ فِى الْبَرارى وَالصُّخُورِ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ مِنَ الْيَوْمِ اِلى يَوْمِ يُنْفَخُ فِى الصُّورِ.

 

 

أداء مناسك الحج والعمرة
هما من أفضل الأعمال التي تؤدى بها في الأيام العشر؛ بل من خصائص هذه الأيام مشروعية الحج فيها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [ متفق عليه]؛ والحج المبرور هو الحج الذي لم يخالطه إثم من رفث، أو فسوق، أو رياء، وهو الحج المحفوف بالخير والصالحات.

الصيام
يعتبر الصيام من أفضل الأعمال الصالحة؛ حيث إن الله عزّ وجلّ قد اختصه لنفسه إلى نفسه فقال في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [صحيح البخاري]، وقد خصّ الرسول صلى الله عليه وسلم”صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة، فقال عليه الصلاة والسلام: (صيامُ يومِ عرفةَ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه. والسنةَ التي بعده) [رواه مسلم]، لذلك فإنّه من المستحبّ صيام أيام العشر من ذي الحجة؛ لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم حثّ على عمل الخير فيها، وقد ذهب بعض العلماء إلى استحباب صيامها كالإمام النووي الذي قال: (صيامها مستحب استحباباً شديداً).

الصلاة
تعتبر الصلاة من أعظم العبادات وأكثرها فضلاً، لذلك يتوجّب على المسلم الحرص على أدائها في أوقاتها وفي جماعة، ويجب عليه أن يكثر من أداء الصلاة النافلة في هذه الأيام المباركة كصلاة قيام الليل، وصلاة الضحى، وغيرها، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله عزّ وجل: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].

الصدقة
الصدقة من الأعمال الصالحة التي حثّ الله عزّ وجل المسلم على القيام بها، خاصةّ في هذه الأيام المباركة، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة:254].

الذكر
يستحب في هذه الأيام ذكر الله عزّ وجل بجميع أنواع الذكر سواء بقراءة القرآن، أو التكبير، أو التحميد، أو التهليل، أو الاستغفار، أو الدعاء، فقال تعالى: ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )[الحج:36]، وقد نقل البخاري في صحيحه أن ابن عباس فسر قوله تعالى: (الأيّام المعلومات) بأنّها أيام العشر من ذي الحجة.

فضل العشر من ذي الحجة
أقسم الله بها في القرآن الكريم، فقال: (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [ الفجر: 1-2].
يوم عرفة فيهنّ، ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، ويوم العتق من النار، ويوم مغفرة الذنوب، كما أنّ فيها يوم النحر وهو يوم العاشر من ذي الحجة.
اجتماع أمهات العبادة فيها وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج.