التخطي إلى المحتوى

 الأمراض المنتقلة جنسياً الأكثر شيوعاً، وأعراضها، وسبل علاجها والوقاية منها

ان احتمال الإصابة بالأمراض الجنسية هو جزء لا يتجزأ من العملية الجنسية، تماماً كالمتعة، فالأمراض المنتقلة الجنسية تصيب الرجال والنساء على حد سواء، كما يمكن أن تصاب بإحدى تلك الأمراض دون أن تعلم أو تلاحظ أعراض الإصابة.

هنا يأتي دور التوعية والثقافة الجنسية في الحد من انتشار هذه الأمراض أو الكشف المبكر عنها، إما عن طريق تشخيص الأعراض المباشرة، أو عن طريق إجراء التحاليل لك ولشريكك للكشف عن الأمراض ذات الأعراض المتأخرة.

لكن لا داعي للقلق، فأغلب الأمراض المنتقلة جنسياً شيوعا قابلة للعلاج ولا تشكل خطراً حقيقياً على الفرد، لذا سنتعرف في هذا المقال عن بعض أكثر الأمراض المنتقلة جنسياً شيوعاً.

أولاً: فيروس الورم الحليمي البشري HPV

 

 

تقريباً يكون أي شخص نشط جنسياً (أي يمارس الجنس بشكل منتظم) قد تعرض للإصابة بهذا الفيروس في مرحلة ما، حيث يعتبر أكثر الأمراض المنتقلة جنسياً بمعدل إصابة يقدر بـ 600 مليون حالة حول العالم، و20 مليون إصابة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويملك هذا الفيروس 40 نمطاً أو نوعاً يمكن أن تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، سواء كان هذا الاتصال مهبليا أو شرجيا أو حتى فمويا، كما أنه ينتقل عن طريق احتكاك جلد الشخص المصاب بجلد الشخص السليم، فقدرته على العدوى عالية جداً.

إن الإصابة بمعظم أنواع فيروس الورم الحليمي البشري يكون من دون أعراض سريرية، ولا يشكل أي خطر على الشخص الحامل للفيروس، كما يقوم الجسم بالتخلص منه من تلقاء نفسه، لكن هناك بعض الأنواع الأخرى التي تسبب ثآليل جلدية وتناسلية قد تنتشر على مستوى الفم والحلق، وذلك حسب انتشار الفيروس وحسب نوع الاتصال الجنسي.

لكن هناك بعض الأنواع الأشد خطورة التي قد تسبب حدوث سرطان عنق الرحم والحنجرة والفم والحلق.

يعتبر اللقاح الثلاثي -سيفاريكس، غارداسيل، غارداسيل-9 وهو لقاح معترف به ومرخص به- أنسب حل للوقاية من السرطانات التي يسببها هذا الفيروس، كما أن (غارداسيل) و(غارداسيل-9) تساعد في علاج الثآليل التناسلية وتحمي من السرطانات النسائية كسرطان عنق الرحم وسرطان الشرج

يتم التشخيص المبكر عادة لسرطان عنق الرحم الناجم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري بأخذ خزعة من عنق الرحم وفحصها.

ثانياً: الكلاميديا (داء المتدثرات)

 

جرثوم الكلاميديا (لونه أحمر)

الكلاميديا أو كما يسمى عربياً بداء المتدثرات هو أحد أكثر الأمراض الجنسية شيوعاً حول العالم، وهو مرض جرثومي تسببه جراثيم من نوع المتدثرات تدعى ”المتدثرة الحثرية“ (Chlamydia Trachomatis).

تحدث أغلب حالات العدوى بهذه الجراثيم عن طريق الإتصال الجنسي المهبلي أو الشرجي، وهناك بعض الحالات الأقل حدوثا التي تحدث عند ممارسة الجنس الفموي.

أعراض الإصابة به واضحة، حيث يلاحظ إفرازات غريبة من المهبل والقضيب وألم وحرقة أثناء التبول، لكن الأعراض ليست دائمة الوضوح أو الظهور، حيث أن فقط 25% من النساء و50% من الرجال الحاملين للجرثوم قد تظهر لديهم أعراض المرض السريرية.

بالنسبة للعلاج فهو يتم باستعمال الصادات الحيوية، وغالباً ما يتم استخدام الصادات من نوع الـ(ماكروليدات) والـ(تتراسيكلين) ويتم تحديد نوع الصاد من قبل المختصين حسب المرض والمريض، وبعد العلاج يجب أن تخضع لإعادة تحليل خلال ثلاثة أشهر حتى لو تم الشفاء بشكل كامل.

ثالثا: مرض السيلان البني

 

جرثوم السيلان البني

هو أحد الأمراض الجرثومية المنتقلة بالاتصال الجنسي تسببه جراثيم من جنس النيسريات تدعى ”النيسرية البنية“، وغالباً يصاب به الشخص بالتزامن مع إصابته بمرض الكلاميديا، حيث تتشابه أعراض المرضان من حيث الإفرازات الغريبة من المهبل أو القضيب وحرقة البول.

تحدث الأعراض عند أغلب الرجال الحاملين للجرثوم لكنها تحدث فقط عند 20% من النساء الحاملين له.

تتم المعالجة بالصادات الحيوية التي يحددها المختصون حسب كل حالة، حيث يعتبر من الأمراض الجنسية سهلة المعالجة.

رابعاً: مرض ”السفلس“ أو الزهري

 

صورة حقيقية للجرثومة المسببة لمرض السفلس

هو مرض جرثومي من الأمراض المنتقلة جنسياً يسببه نوع من البكتيريا الشاحبة التي تسمى ”البكتيريا الملتوية اللولبية الشاحبة“، وهو مرض صعب له 4 مراحل: في المرحلة الأولى تبدأ الأعراض بقرحة على شكل جرح أو شعرة تحت الجلد أو دملة، ثم ينتقل المرض إلى المرحلة الثانية التي تتميز بظهور طفح جلدي على الجسم، ثم تليها تقرحات في الفم، ثم المهبل والشرج.

تسمى المرحلة الثالثة من المرض بالمرحلة الكامنة حيث تختفي الأعراض السريرية للمرض وتستمر هذه المرحلة لعدة سنوات أو لبقية حياة المريض.

تسبب المرحلة النهائية من المرض تلفا في الأعضاء والأعصاب، وقد تسبب تلفا دماغيا، لكن فقط 15% من الأشخاص المصابين الذين يهملون المعالجة يصلون إلى هذه المرحلة الخطيرة من المرض.

يعتمد العلاج أساساً على الصادات الحيوية التي يحددها الطبيب المختص.

خامساً: مرض الهربس

 

 

يعتر ”الهربس“ مرضا جلديا فيروسيا منتقل جنسياً يسببه فيروس الحلأ البسيط.

لفيروس الهربس سلالتان هامتان الـHSV-1 والـHSV-2 اللتان تسببان الهربس التناسلي، لكن يكون عادة HSV-2 هو المسؤول عن الأعراض السريرية للمرض التي تشمل بثورا مؤلمة حول المهبل والقضيب وفتحة الشرج والفم.

قد تكون البثور داخل الشرج أو المهبل وقد لا يشعر بها المريض أبداً، كما أن هناك العديد من حاملي الفيروس الذين لا تظهر عليهم أية أعراض أو بثور.

إنه مرض شديد العدوى، وكل ما يحتاجه هو ملامسة المنطقة المصابة كي ينتقل إليك.

لا يوجد علاج نوعي للهربس، ولا يمكن علاجه بالأدوية.

سادساً: داء المشعرات

 

طفيليات المشعرة المهبلية

هو مرض منتقل جنسياً يسببه نوع من الطفيليات يسمى بالمشعرة المهبلية، تصاب به النساء في العموم كما ينتقل للرجال عند ممارسة الجنس المهبلي أو عند النساء المثليات، وتظهر الأعراض عند 30% من الأشخاص الحاملين له، والتي تشمل حكة وشعور بالحرق والتهابات في الأعضاء التناسلية، وقد تنتج عنه أيضاً رائحة كريهة مع إفرازات ملونة باللون الأبيض أو الأصفر أو الأخضر.

يكون العلاج تشاركيا بصادات حيوية مع مضادات أوالي تحدد من قبل الطبيب المختص، وغالباً يستغرق العلاج 3 أشهر.

الوقاية:

إن أهم وأول خطوات الوقاية من جميع الأمراض المذكورة وغير المذكورة هي النظافة الشخصية ونظافة الشريك ونظافة الأدوات إن كان هناك أدوات أو ألعاب مستخدمة في العملية الجنسية، كما أن الواقي الذكري أو الأنثوي يعد من أهم سبل الوقاية من الأمراض المنتقلة جنسياً.

ومن الضروري جداً إجراء فحوصات بشكل دوري عند الأشخاص النشطين جنسياً وعند شركائهم لتجنب الإصابة بأي مرض، وأهم شيء عدم الاجتهاد الشخصي في تشخيص ومعالجة الأمراض، حيث يجب مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص والمعالجة الصحيحان، فالأمراض الجنسية هي كالزكام وأي مرض آخر ليس هناك أي داعي لإخفائها والخجل منها، فكلنا عرضة للإصابة بها، لذا لا تقلق ولا ترتعب من ممارسة الجنس بسبب تلك الأمراض، فقط كن حرصاً قليلاً وسيفي هذا بالأمر.