العشر من ذي الحجة وفضلها و أدعية يوم عرفة وسنن توزيع الأضحية واحكامها
العشر من ذي الحجة وفضلها و أدعية يوم عرفة وسنن توزيع الأضحية حيث أقسم الله تعالى في كتابه الكريم بـ(الفجر وليالِ عشر)، فما هي هذه الليالِ العشر التي أقسم الله بها، وشهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل الأيام، وحث على العمل الصالح فيها. إنها العشر من ذي الحجة، الليالِ التي أقسم الله عز وجل بها في قرآنه الكريم. فما هو فضل العشر الأوائل من ذي الحجة؟
١- أقسم الله سبحانه وتعالى بها:
وإن أقسم الله تعالى بشيء فهذا يدل على عظمت لأن الله لا يقسم إلا بالعظيم، (والفجر، وليال عشر)، يقصد بالليالي العشر هي عشر ذي الحجة.
٢- عشر ذي الحجة هي الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره:
جاءت في الآية الكريمة لقوله تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام).
٣- شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل الأيام:
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب).
٤- بها يوم عرفة:
يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، ويوم يغفر به الذنوب والعتق من النيران.
٥- بها يوم النحر:
وتعد من أفضل أيام السنة لقوله صلى الله عليه وسلم: (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر).
٦- تجتمع بها أمهات العبادة:
ويقصد بها الصلاة والصيام والصدقة والحج
يوم عرفة
يقف حجاج بيت الله الحرام في التاسع من شهر ذي الحجة “يوم عرفة” على جبل عرفات لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام وهوالحج، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الحج عرفة”، لذا ُيكثر حجاج بيت الله الحرام والمسلمين في جميع أنحاء العالم من الدعاء في يوم عرفة، طالبين المغفرة والعتق من النار.
“سيدتي” تطلعكم على بعض الأدعية التي يستحب الدعاء بها في يوم عرفة:
أدعية يوم عرفة
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول، وفوق ما نقول وفوق ما يقول القائلون).
(اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجيء به الريح).
(اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، أستودعك يا الله مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا).
(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).
(اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
سنن توزيع الأضحية
يُستحب تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام، حيث يأخذ أهل البيت ثلثاً واحداً، ويُهدى للأحبة بثلث آخر، أمّا الثلث المتبقي، فيتم التصدق به على الفقراء والمساكين والمحتاجين، وهذا بناءً على حديث: «قالوا: يا رسولَ اللهِ.. إنَّ الناسَ يتَّخذون الأسقيةَ من ضحاياهم ويُجمِّلون منها الوَدَكَ؛ فقال رسولُ اللهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: وما ذاك؟ قالوا: نهيتَ أن تُؤكلَ لحومُ الضحايا بعدَ ثلاثٍ، فقال: إنّما نهيتُكم من أجلِ الدَّافَّةِ التي دَفَّتْ؛ فكلوا وادِّخِروا وتصدَّقوا».
ويقول «ابن قدامة» فيما روي عن «ابن عباس» فيما يخص أضحية النبي، صلى الله عليه وسلم، أنّه قال: «يُطعِمُ أهلَ بيتِه الثُّلثَ، ويُطعِمُ فقراءَ جيرانِه الثُّلُثَ، ويَتصدَّقُ على السؤَّالِ بالثُّلثِ»، ويقول بعض الفقهاء: «يجوز تقسيم الأضحية إلى نصفين، فيترك نصفًا للأكل، ويتمّ التصدق بالنصف الآخر».
حكم الأضحية
اتفق الفقهاء على مشروعيّة الأضحية، إلا أنهم اختلفوا في حكم الأُضحية، فيرى فريقٌ استحبابها، بينما ذهب فريقٌ من الفقهاء إلى أنها مفروضةٌ واجبة.
وفيما يلي بيان ما ذهب إليه الفقهاء في حكم الأضحية: يرى الجمهور الشافعيّة والحنابلة والمالكية في الراجح عندهم، أنّ الأُضحية تُعتبر سنّةً مُؤكّدة ينبغي القيام بها للقادر عليها، إلا أنها غير واجبة، ودليلهم فيما ذهبوا إليه هو ما روي عن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- حيث قال: «إذا دخلتِ العَشْرُ وأراد أحدكم أن يُضحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعرِه وبشرِه شيئًا»،
فهم يرون أنّ الإرادة التي جاء ذكرها في الحديث إنما تدلُّ على تخيير المسلم بين فعل الأضحية أو تركها، فلو كانت الأضحية واجبةً لما ورد التخيير فيها بين الفعل والترك، بل لجاء الأمر جازماً بالفعل،
وحيث لم يرد ذلك تكون مسنونةً لا واجبة. يرى الإمام «أبو حنيفة» أن الأضحية واجبةٌ على كل قادرٍ عليها، وقد رُوي عن الإمام «أحمد بن حنبل» الأخذ بذلك الرأي، كما يرى «ابن تيمية» ما يراه أصحاب هذا الفريق من وجوب الأضحية، وقد استدلَّ «أبو حنيفة» ومن وافقه على رأيهم بقول الله سبحانه وتعالى: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر».