الرقيب العربي والدولي

هجوم أمريكي-إسرائيلي على منشآت نووية إيرانية، وطهران ترد بضرب قواعد أمريكية… تصعيد خطير يهدد بإشعال مواجهة إقليمية

تحليل شامل للتوترات المتصاعدة بين الأطراف

نقطة اللاعودة: كيف دخلت إيران والولايات المتحدة وإسرائيل مرحلة التصعيد العسكري المفتوح؟

 تحليل شامل للتوترات المتصاعدة بين الأطراف

في تصعيد غير مسبوق، دخلت العلاقات بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى ، مرحلة جديدة من التوتر العسكري المباشر، بعد سلسلة ضربات جوية أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، تلاها رد إيراني عنيف طال قواعد أمريكية ومدن إسرائيلية. ما بدأ كصراع دبلوماسي واقتصادي، يبدو أنه تحول إلى مواجهة عسكرية قد تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.

الضربات الأمريكية والمفاعل النووي الإيراني

في خطوة أثارت جدلًا دوليًا واسعًا، أعلنت الولايات المتحدة أنها “دمرت مفاعل فوردو النووي بالكامل”، وهو أحد أهم المواقع النووية الإيرانية تحت الأرض. رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، زعم أن “إسرائيل تقترب من القضاء على القدرات النووية الإيرانية”.

لكن تقريرًا لصحيفة واشنطن بوست أشار إلى أن الصور الفضائية كشفت عن نشاط غير اعتيادي قبل الضربة بـ48 ساعة ، حيث تم رصد شاحنات تنقل مواد يورانيوم عالية التخصيب خارج الموقع. وأكد مصدر إيراني رفيع أن “معظم اليورانيوم عالي التخصيب تم نقله إلى موقع غير معلن”، وهو ما يكفي لصنع 9 قنابل نووية .

من جانبه، أكد الدكتور يسري أبو شادي ، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، أن الضربات كانت “إعلامية أكثر منها عملية”، مشيرًا إلى عدم حدوث تسرب إشعاعي يذكر، وأن المنشآت المستهدفة مثل فوردو ونطنز مبنية بأسمنت خاص قادر على امتصاص الضربات الجوية.

الرد الإيراني: مفاجأة عسكرية وصاروخ خيبر

في خطاب حماسي، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن “مفاجأة عسكرية ستغير موازين المعركة”، والتي بدأت باستهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر وقواعد أمريكية في العراق بصواريخ باليستية.

كما أطلق الجيش الإيراني لأول مرة صاروخ “خيبر”، ضمن عملية “الوعد الصادق ثلاثة”، وأُطلِقت 40 صاروخًا استهدفت تل أبيب وحيفا ، في رسالة واضحة بأن إيران مستعدة للرد بكل قوة.

أكد مستشار المرشد الأعلى، علي خامنئي، أن “اللعبة لم تنتهِ”، في إشارة إلى احتمال توسيع الرد في المرحلة المقبلة، بينما فتحت قوات البسيج باب التجنيد الطارئ.

الموقف الدولي: انقسامات عميقة وتحذيرات من الحرب

في الوقت الذي حذر فيه الاتحاد الأوروبي من التصعيد، ودعا إلى “مفاوضات شاملة”، رفضت الدول الثلاث (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) إدانة الهجوم الأمريكي، مما يعكس غياب موقف موحد.

روسيا، التي تعمل بمصالح متداخلة في المنطقة، وجهت تحذيرات مباشرة لإسرائيل، وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا لن تنسحب من مفاعل بوشهر إذا تعرّض للخطر، لأن ذلك يعني تعريض حياة مئات الخبراء الروس للخطر .

الصين، من جانبها، دعت إلى “وقف فوري لإطلاق النار”، بينما طالبت كوبا المجتمع الدولي بـ”منع أي عدوان أمريكي مباشر على إيران”.

منظمة بيمكو للملاحة حذّرت من “جحيم ينتظر السفن الأمريكية والعبرية في مضيق هرمز”، في مؤشر على احتمال استهداف الملاحة البحرية في حال تفاقم الأوضاع.

الوضع الداخلي: استقطاب سياسي وتعبئة شعبية

الولايات المتحدة:

  • الرئيس ترامب يواجه انتقادات داخلية بعد أن خطط للضربة بعيدًا عن قيادة البنتاغون، في خطوة وصفها الديمقراطيون بـ”الخرق الدستوري”.
  • الجمهوريون يعتبرون أن إيران “عجزت عن الرد”، لكن التحذيرات من التصعيد تتزايد.

إسرائيل:

  • رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت حذّر من أن “الضربات الاستباقية لا تركع دولة بحجم إيران”، وأضاف أن “نتنياهو يعرف كيف يبدأ الحروب لكنه لا يعرف كيف ينهيها”.
  • شركة الطيران العال الإسرائيلية سجلت 25 ألف طلب مغادرة من تل أبيب.
  • السلطات الإسرائيلية فرضت قيودًا على التنقل وتواصل تشويش GPS.

إيران:

  • تم اعتقال 36 شخصًا متهمين بالتجسس لصالح إسرائيل ، وضبطت 50 شحنة متفجرات .
  • الآلاف من الإيرانيين وقعوا عريضة تطالب الحكومة بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية .

 تقييم الوضع العام: هل نحن أمام بداية حرب شاملة؟

تظهر المؤشرات أن العالم يقف على حافة الهاوية . بعض التقارير تشير إلى أن الحرب قد تمتد من شهرين إلى 6 أشهر ، بينما حذّر خبراء من أن مفاعل فوردو لا يمكن تدميره إلا بسلاح نووي أو هجوم بري ، وهو أمر يصعب تنفيذه دون خسائر بشرية كبيرة.

كما حذّر بعض المحللين من أن إسرائيل فقدت القدرة على تطوير سلاح نووي جديد لعقد من الزمن ، في إشارة إلى تراجع القدرات الاستراتيجية الإسرائيلية في حال استمرار الصراع.

الخلاصة: توترات بلا نهاية مرئية

ما بدأ كصراع حول البرنامج النووي الإيراني، تحول إلى مواجهة عسكرية وسياسية واقتصادية ذات أبعاد دولية. ومع تصاعد التصريحات والضربات والردود، يبدو أن الأطراف المعنية لم تعد تسعى فقط إلى توجيه رسائل، بل إلى فرض واقع استراتيجي جديد .

والسؤال الآن هو: هل يستطيع المجتمع الدولي منع الانزلاق نحو حرب لا تُبقي ولا تذر؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى