ما صحة تغيير المكان عند صلاة النافلة.. وماهي فضائل المسجد التي تغيب عن بال الكثير
ما صحة تغيير المكان عند صلاة النافلة.. وماهي فضائل المسجد التي تغيب عن بال الكثير ..في كثير من الأحيان نجد بعض المصلين بعد كل صلاة فريضة يسعون إلى تغيير المكان الذي أدوا فيه الصلاة إلى مكان آخر لكي يصلوا صلاة السنة “النافلة” .. وهذا يجعلنا نتساءل: هل لهذا الفعل أصل في سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أم هو من قبيل العادات التي اعتاد عليها الناس؟.
يوجد دليل من السنة الشريفة يقول إن هذا الأمر بالفعل له أصل صحيح، حيث جاء في صحيح سنن الإمام أبي داود وسنن الإمام ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا صَلَّى أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ” يَعْنِي : السُّبْحَةَ أي: صلاة النافلة بعد الفريضة.
وهناك في صحيح الإمام مسلم ما يدل على ذلك أيضًا، فعن السائب قال: صليت معه “أي معاوية” الجمعة في المقصورة. فلما سلم الإمام قمت في مقامي. فصليت. فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعلت. إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذك. أن لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج”.
وفي شرح هذا الحديث قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: “فيه دليل لما قاله أصحابنا – يعني فقهاء الشافعية – أن النافلة الراتبة وغيرها يستحب أن يتحول لها عن موضع الفريضة إلى موضع آخر، وأفضله التحول إلى البيت، وإلا فموضع آخر من المسجد أو غيره ليكثر مواضع سجوده، ولتنفصل صورة النافلة عن صورة الفريضة. وقوله (حتى نتكلم) دليل على أن الفصل بينهما يحصل بالكلام أيضا ، ولكن بالانتقال أفضل لما ذكرناه.”.
والحكمة من تغيير المكان الذي يصلي فيه الإنسان صلاة النافلة عن المكان الذي صلى فيه صلاة الفريضة ذكرها الإمام الإمام الرملي في كتابه “نهاية المحتاج” حيث قال: “ويسن أن ينتقل للنفل أو الفرض من موضع فرضه أو نفله إلى غيره تكثيراً لمواضع السجود، فإنها تشهد له، ولما فيه من إحياء البقاع بالعبادة، فإن لم ينتقل إلى موضع آخر فصل بكلام إنسان”.
ماهي فضائل المسجد التي تغيب عن بال الكثير
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﺸﺌﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ، ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﻴﻮﺗًﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻻﻓﺘًﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺑﻌﺪﺓ ﺃﻣﻮﺭ .
ﻭﺃﻭﺿﺢ «ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ» خلال ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : «ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ.. ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ»، ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﻴﻮﺗًﺎ ﻟﻪ، ﻭﺃﻧﺎﺭﻫﺎ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺑﻨﻮﺭﻩ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻮﺿﻌًﺎ ﻟﻨﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻣﻬﺒﻄًﺎ ﻟﻤﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﻣﺘﻨﺰﻟًﺎ ﻟﺮﺣﻤﺎﺗﻪ، ﻣﻨﻮﻫًﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺗﺘﺮﺍﺀﻯ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺮﺍﺀﻯ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻷﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻭﺗﺎﺑﻊ : ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﺠﺪ ﻣﺤﻔﻮﻓًﺎ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﻌﻤﻮﺭًﺍ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﺗﻐﺸﺎﻩ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻴﻮﺿﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻧُﻮﺭُ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻷﺭْﺽِ ﻣَﺜَﻞُ ﻧُﻮﺭِﻩِ ﻛَﻤِﺸْﻜَﺎﺓٍ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻣِﺼْﺒَﺎﺡٌ ﺍﻟْﻤِﺼْﺒَﺎﺡُ ﻓِﻲ ﺯُﺟَﺎﺟَﺔٍ ﺍﻟﺰُّﺟَﺎﺟَﺔُ ﻛَﺄَﻧَّﻬَﺎ ﻛَﻮْﻛَﺐٌ ﺩُﺭِّﻱٌّ ﻳُﻮﻗَﺪُ ﻣِﻦْ ﺷَﺠَﺮَﺓٍ ﻣُﺒَﺎﺭَﻛَﺔٍ ﺯَﻳْﺘُﻮﻧَﺔٍ ﻻ ﺷَﺮْﻗِﻴَّﺔٍ ﻭَﻻ ﻏَﺮْﺑِﻴَّﺔٍ ﻳَﻜَﺎﺩُ ﺯَﻳْﺘُﻬَﺎ ﻳُﻀِﻲﺀُ ﻭَﻟَﻮْ ﻟَﻢْ ﺗَﻤْﺴَﺴْﻪُ ﻧَﺎﺭٌ ﻧُﻮﺭٌ ﻋَﻠَﻰ ﻧُﻮﺭٍ ﻳَﻬْﺪِﻱ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟِﻨُﻮﺭِﻩِ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻭَﻳَﻀْﺮِﺏُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻷﻣْﺜَﺎﻝَ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻋَﻠِﻴﻢٌ * ﻓِﻲ ﺑُﻴُﻮﺕٍ ﺃَﺫِﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﻥْ ﺗُﺮْﻓَﻊَ ﻭَﻳُﺬْﻛَﺮَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺍﺳْﻤُﻪُ ﻳُﺴَﺒِّﺢُ ﻟَﻪُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺑِﺎﻟْﻐُﺪُﻭِّ ﻭَﺍﻟْﺂَﺻَﺎﻝِ}.. [ﺍﻟﻨﻮﺭ : 36].
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻥ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻒ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ “ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ”، ﻣﺸﻴﺮًﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﻘﺎﻋًﺎ ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻭﻣﻌﻤﻮﺭﺓ، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻳﻘﺼﺪﻫﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﻛﻊ ﻭﺍﻟﺴُﺠﺪ.