شروط حماس للتهدئة ودعوات غربية لحوار معها وقرار فرنسي ورفض أميركي كواليس الساعات الأخيرة و التصعيد مستمر على الأرض
شروط حماس للتهدئة ودعوات غربية لحوار معها وقرار فرنسي ورفض أميركي حيث أكدت حركة المقـ.ـاومة الإسلامية (حمـ.ـاس) أن أي هدنة يجب أن تشمل القدس المحـ.ـتلة والمسجد الأقصى، وليس فقط غزة، في وقت توقعت مصادر أميركية وإسرائيلية سريان وقف لإطـ.ـلاق النـ.ـار بين المقاومة الفلسطينية وإسـ.ـرائيل غدا الجمعة. ففي مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء أجرتها معه في إسطنبول ونشرتها اليوم الخميس؛ أشار المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إلى الجهود والوساطات التي تبذلها العديد من الأطراف الدولية والإقليمية، وفي مقدتها مصر وقطر والمبعوث الأممي لعمـ.ـلية السلام تور وينسلاند.
وقال أبو زهري إن الحركة منفتحة على جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين للتهدئة، بينما تصر إسـ.ـرائيل على الفصل بين غزة والقدس والمسجد الأقصى، مشددا على أن التهدئة الشاملة هي مطلب لحماس.
كما أضاف “نحن في حركة حماس منفتحون على هذه الجهود لضمان وقف العدوان على غزة، ولكن المشكلة هي في الاحتلال الإسرائيلي الذي يرفض التفاعل بإيجابية مع هذه الجهود، ويصر على الفصل بين الوضع في غزة والعدوان على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وهذا بالنسبة لنا هو مطلبنا الأساسي”.
وتابع المتحدث باسم حماس “يجب توقف العدوان على غزة والمسجد الأقصى أولا. الاحتـ.ـلال يرفض هذا الربط باعتبار أنه يريد أن يكرس يهودية القدس، وهو أمر لا يمكن أن نسمح به، ويحاول أن يراهن على عامل الوقت لعله يصل إلى ما يمكن أن يمثل صورة إنجاز ينهي من خلاله هذه الحرب”.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، نفى مصدر للجزيرة الاتفاق على موعد محدد لوقف إطلاق النار، قائلا إن التوقيت ما زال قيد النقاش. وقال إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي متمسكتان بأن يشمل الاتفاق وقف الاعتـ.ـداءات الإسـ.ـرائيلية في القدس وفي حي الشيخ جـ.ـراح بالمدينة المـ.ـحتلة، مضيفا أن إسرائيل تحاول الاستفادة من عامل الوقت لإظهار نفسها بصورة المنتصر.
تقديرات حماس لموعد التهدئة المحـ.ـتملة
وكانت شبكة “سي إن إن” (CNN) نقلت مساء أمس الأربعاء عن مسؤولين في حركة حماس أن وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار وشيك وربما يكون في غضون 24 ساعة.
وفي السياق، أعرب القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق أمس عن توقعه أن تتوصل إسرائيل والمقاومة في قطاع غزة إلى وقف لإطـ.ـلاق النـ.ـار “خلال يوم أو يومين”. وقال أبو مرزوق -في مقابلة تلفزيونية- “أعتقد أن المساعي الدائرة الآن بشأن وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار ستنجح”. وأضاف “أتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال يوم أو يومين، ووقف إطلاق النار سيكون على قاعدة التزامن”.
وفيما يتعلق بمساعي التهدئة أيضا، أفادت مصادر للجزيرة بأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التقى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الليلة الماضية في الدوحة.
تقدم في مفاوضات وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار
وقد نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية (The Wall Street Journal) اليوم عن مصادر مطلعة أن وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار بين إسرائيل وحركة حماس قد يبدأ غدا الجمعة. كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأجانب أن المسؤولين المصريين أحرزوا تقدما في المفاوضات مع حركة حماس.
وقال مسؤول أميركي لوول ستريت جورنال إن هناك آلية قائمة لوقف إطـ.لاق النـ.ـار، وإن المسألة الوحيدة المعلقة هي التوقيت.
وأضاف المسؤول الأميركي أن هناك مخاوف من أن حركة الجهاد الإسلامي قد تقوم بما وصفها باستفزازات حتى بعد اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار من حيث المبدأ.
كما نقلت الصحيفة أن الولايات المتحدة تضغط -إلى جانب قطر ومصر والعديد من الدول الأوروبية- على كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة حماس. وقال المسؤولون للصحيفة إن الجيش الإسرائيلي أقر بشكل خاص أنه اقترب من تحقيق أهدافه من العملية العسكرية.
وكانت أنباء أفادت في وقت سابق بأن مصر عرضت وقفا لإطلاق النار يبدأ من صباح يوم غد الجمعة، وأن إسرائيل لم توافق عليه، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون آخرون تصميمهم على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقق أهدافها.
توقعات إسرائيلية وضغوط أميركية
في السياق، قالت “القناة 12” الإسرائيلية إن وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ بعد ظهر الجمعة على الأرجح، دون أن تذكر مصدر الخبر.
ويأتي ذلك متوافقا مع أنباء -ذكرتها القناة ذاتها في وقت سابق أمس الأربعاء- تقول إن هناك توافقا بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، وإنه لا تهدئة قبل يوم الجمعة.
وفي السياق، أكدت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية أن الضغوط الأميركية على إسرائيل بشأن وقف العمـ.ـلية العسـ.ـكرية على غزة مستمرة.
وفي إطار هذه الضغوط، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن -صباح أمس الأربعاء- اتصالا هاتفيا هو الرابع خلال أسبوع مع رئيس الوزراء الإسـ.أـرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال البيت الأبيض إن بايدن قال لنتنياهو إنه يتوقع خفضا كبيرا للتصعيد اليوم الخميس، تمهيدا لوقف إطـ.ـلاق النار.
وأبلغ المبعوث الأميركي هادي عمرو رئيسَ الوزراء نتنياهو ووزراء إسرائيليين أن واشنطن تريد وقفا لإطـ.ـلاق النـ.ـار، وهي نفس الرسالة التي أبلغها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظيره الإسـ.ـرائيلي بيني غانتس، ونقلها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لنظيره الإسـ.ـرائيلي مئير بن شبات.
وفي إطار التحركات الدبلوماسية الرامية لوقف المواجهة المستمرة منذ 11 يوما، أعلنت قطر أمس الأربعاء أنها تبذل جهودها لوقف اعـ.ـتداءات وانتهاكات القـ.ـوات الإسـ.ـرائيلية، وأكدت أنها ستظل إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال كامل حقوقه.
ميركل تدعو لحوار مع حركة حماس
دبلوماسيا، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم إنها تؤيد إجراء محادثات غير مباشرة مع حركة حماس بشأن الصراع في الشرق الأوسط.
ودعت ميركل إلى حل دبلوماسي مستدام للوضع في الشرق الأوسط، معتبرة -في نفس الوقت- أن لإسرائيل “حق الدفاع عن نفسها”.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي في مطار بن غوريون قرب تل أبيب؛ قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن الوضع الحالي يجب ألا يستمر على ما هو عليه، وعبّر عن تأييد بلاده لحل الدولتين، مؤكدا -في نفس الوقت- دعمها لإسرائيل في مواجهة الصـ.ـواريخ التي تطلق من غزة.
من جهته، قال أشكنازي إن إسرائيل “تقوم بواجبها في الدفاع عن نفسها”، وتعمل أيضا لوقف إطـ.ـلاق النـ.ـار.
بدورها، دعت الخارجية الصينية اليوم إلى وقف فوري لإطـ.ـلاق النـ.ـار ووقف العنف في غزة، كما دعت إلى تعزيز المساعدات، مؤكدة التزام بكين الراسخ بحل الدولتين.
مشروع قرار فرنسي ورفض أميركي
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تصريح البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة بأنها لن تدعم تحركات تقوض جهود التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك تعليقا على مبادرة فرنسية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وقال دبلوماسيون إن فرنسا وزعت أمس الأربعاء مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن حول التصعيد الجاري في الأراضي الفلسطينية.
ويطالب المشروع بوقف فوري للأعمال القـ.ـتالية ويندد “بإطـ.ـلاق الصـ.ـواريخ العشوائي على مناطق مدنية”، دون أن يلقي بالمسؤولية على أحد، كما يدعو مشروع القرار الفرنسي إلى حماية المدنيين وإحياء عـ.ملية السلام بين إسـ.ـرائيل والفلسطينيين التي تسعى إلى حل الدولتين.
كواليس الساعات الأخيرة
شهدت الساعات الأخيرة ضغوطاً دولية، واتصالات مكثفة بين الجانب الفلسطيني الممثل بفصائل المقاومة في غزة، والجانب الإسرائيلي، في سبيل التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، بعد 11 يوماً من القتال، ما جعل بوادر الإعلان عن تهدئة تلوح بالأفق.
فما رشح من تصريحات لما يحدث خلف الغرف المغلقة بين الجانبين، يشير إلى أن هدنة سيتم الإعلان عنها خلال يوم أو يومين، فيما ذهبت وسائل إعلام إسرائيلية للقول إن ساعة الصفر ستكون عصر الجمعة 21 مايو/أيار 2021. من ضمن التسريبات التي خرجت لوسائل الإعلام، والتي تشير إلى تقدم ملحوظ بالمفاوضات، قال مصدر أمني مصري إن الجانبين وافقا من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار بعد تدخل وسطاء، وإن كان التفاوض على التفاصيل مازال يجري سراً.
صحيفة wall street journal كشفت أن مصر اقترحت عدة خيارات على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية بحسب مسؤول كبير في المخابرات المصرية.
كما سيشمل وقف إطلاق النار “وقف جميع الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية لحركة حماس ووقف ملاحقة القوات الإسرائيلية لقادة وأعضاء الحركة، في المقابل ستوافق حماس على وقف جميع العمليات، بما في ذلك إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، بحسب ما ذكرته صحيفة The new york times الأمريكية.
أحد هذه الخيارات هو أن توافق حماس وإسرائيل على وقف إطلاق النار بدون شروط. أما الخيار الثاني فهو أن يوافق الجانبان على وقف مؤقت للقتال أثناء تفاوضهما على وقف إطلاق نار طويل الأمد.
في الوقت ذاته ذكرت قناة الجزيرة أن تور وينسلاند مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط التقى مساء الأربعاء في قطر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، دون مزيد من التفاصيل عن نتائج الاجتماع.
إلا أن حماس، اللاعب الأبرز في هذه المواجهة، قالت على لسان القيادي في الحركة موسى أبومرزوق، إنها تتوقع أن يكون وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة “خلال يوم أو يومين”، مؤكداً على أن “الاحتلال الإسرائيلي” هو من يستجدي ذلك، ولافتاً إلى أن هناك فشلاً كبيراً لنتيناهو في هذه المواجهة، وانتصاراً لحركة حماس.
لكن أبومرزوق أشار إلى أن “وقف إطلاق النار متعلق بقطاع غزة، وليس بكل أماكن الاحتكاك في الضفة الغربية”، مؤكداً على أن “معادلة المقاومة الفلسطينية واضحة، وهي قصف مقابل القصف وتصعيد مقابل التصعيد”، مشدداً على أن “القدس خط أحمر، وعنوان المعركة التي انطلقت، نصرة للأقصى والشيخ جراح، ومقاومة حماس هي من أجل الأقصى والقدس وتحرير كل فلسطين”.
تحرك حاسم من بايدن
على الصعيد الدولي، طلب الرئيس بايدن -الصريح بشكل غير عادي- يوم الأربعاء من نتنياهو إيقاف تصعيد هجومه العسكري على غزة، وهو ما خلق صدعاً نادراً بين البلدين، وأثار استياء بعض مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة، بينما أثلج صدر الديموقراطيين الذين دفعوا بشكل متزايد من أجل موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بحسب صحيفة washington post الأمريكية.
فقد كان بايدن متردداً لعدة أيام لمواجهة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علناً، كما أن مطالبته “بخفض التصعيد بشكل كبير على طريق وقف إطلاق النار” هزت عوالم السياسة والدبلوماسية، بحسب وصف صحيفة واشنطن بوست.
فقد قال البيت الأبيض لنتنياهو بشكل واضح، إن الأمور تتغير في الولايات المتحدة، ولا تصب في صالح إسرائيل، بما في ذلك المشرعون الذين كانوا يدعمون إسرائيل منذ فترة طويلة، وذلك بحسب شخصين مطلعين على الرسالة.
لا يملك بايدن سلطة مباشرة لفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، لكن الرسالة الصارمة للبيت الأبيض كانت واضحة: “إذا واصل نتنياهو الصراع إلى أبعد من ذلك، فإنه يخاطر بفقدان دعم كبير في واشنطن”.
التصعيد مستمر على الأرض
على الأرض، شنّ الجيش الإسرائيلي العشرات من الغارات على مناطق شمالي وشرقي وجنوبي قطاع غزة، استهدف عدد منها منازل لقادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام.
بينما وجّهت الفصائل الفلسطينية ضربات صاروخية لمدن وبلدات جنوبي إسرائيل، فضلاً عن قواعد عسكرية إسرائيلية، وذلك رغم تزايد التصريحات بشأن قرب سريان وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وانطلقت صفارات الإنذار من الصواريخ مبكراً الخميس في بلدة بئر السبع جنوبي إسرائيل وفي مناطق على الحدود مع غزة. ولم ترد تقارير عن حدوث خسائر في الأرواح أو الممتلكات. ويقول مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة إن 228 قتيلاً سقطوا منذ اندلاع القتال في العاشر من مايو/أيار في القصف الجوي الإسرائيلي، الذي زاد من تفاقم الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.
وذكرت السلطات الإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ 12 في إسرائيل حيث أثارت الهجمات الصاروخية المتكررة الذعر وجعلت الناس يُهرَعون إلى المخابئ.
المصدر : الجزيرة + وكالات