مؤامرة ضد امريكا نفسها بمشروع خطير قد تسمع عنه لأول مرة .. تعرف عليه .. مؤامرة عالمية لكن هذه المرة مش ضدنا، بل هي مؤامرة ضد أمريكا نفسها. الدولار الذي كان في السابق ملك العملات.
مستقبل الدولار و مؤامرة ضد امريكا نفسها بمشروع خطير قد تسمع عنه لأول مرة .. تعرف عليه .. مؤامرة عالمية لكن هذه المرة مش ضدنا، بل هي مؤامرة ضد أمريكا نفسها. الدولار الذي كان في السابق ملك العملات.
هل فكرت يومًا أن الدولار قد ينهار؟ تخيل معي، رئيس أمريكا دونالد ترامب يقف أمام العالم ويقول بصوت مرتفع: “من سيفكر في تبديل الدولار، سنفرض عليه رسوم 100%!” لكن الغريب أن هذا التهديد لا يأتي من عملة بريكس التي يتحدثون عنها في الإعلام أبدًا.
الخطر الحقيقي يأتي من شيء آخر، من مشروع خطير قد تسمع عنه لأول مرة.
مشروع يعمل بصمت ويهدد عرش الدولار و بيكسب أرض جديدة كل يوم، وفي هذه المقالة سوف اشرح لكم القصة من أوّلها ونفضح لماذا أمريكا تخاف ، الصين بتخطّط، والخليج بيلعب دور مفاجئ.
بعد قراة هذه المقالة سوف تتغير نظرتك عن الفلوس للأبد
تطور العملات والنظام العالمي
لمحة سريعة عن تطوّر العملات و النظام المالي عمومًا، بعد انتهاء القرن الـ 17، صرنا محتاجين نغيّر النظام المالي العالمي و نوحّد العملات عشان تسهّل التجارة و تبادل السلع و الخدمات.
في أمريكا قبل اعتماد الدولار كعملة رسمية، كانت العملات الإسبانية، الفرنسية و الإنجليزية هي اللي بتتم التداول بيها، و هذا كان بيسبّب إرباك كبير في عمليات التبادل التجاري، لكن في سنة 1785، تم اعتماد الدولار كعملة رسمية للولايات المتحدة، و هذا ساعد في توحيد النظام المالي وتسهيل العمليات التجارية.
وفي سنة 1792، تم تأسيس نظام النقد في أمريكا و بدأت عملية سك العملة المعدنية في فيلادلفيا سنة 1793، و بعد إصدار الدستور الأمريكي بدأت البنوك الأمريكية في استخدام العملة الجديدة، و على الرغم من التحهذهات اللي واجهتها، إلا إن الدولار الأمريكي استمر في التطور لحد ما أصبح العملة الأكثر تأثيرًافي الاقتصاد العالمي. بعد الحرب العالمية الثانية، أمريكا طلعت كقوة اقتصادية عظمى، في سنة 1944، اتفاقية بريتون وودز ثبّتت الدولار كعملة احتياطية عالمية و ربطته بالذهب، لكن في سنة 1971، الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون فك الارتباط ده، و بدأ عصر العملات العائمة، و من وقتها الدولار بقى العملة الرئيسية في التجارة الدولية و الاحتياطات النقدية للدول. في فبراير 2025،
ترامب بيستعرض قوته
ترامب طلع كالعادة بيهدّد الدنيا، قال لو دول البريكس فكّرت تستبدل الدولار بأي عملة ثانية، رح يحطّ عليهم رسوم جمركية 100%، و هذا مش أوّل تهديد، نفس الكلام قاله في نوفمبر اللي فات لما بريكس بدأت تتكلم عن عملة موحدة. ترامب بيحاول يحافظ على الدولار كملك العالم، لإنه ببساطة، الدولار مش بس فلوس، هذا سلاح بيستخدمه عشان يعاقب دول مثل روسيا و إيران و كمان بياخد منه نفوذ سياسي و اقتصاهذه مرعب.
لكن المفارقة إن التهديدات هذه بتخلي دول العالم تشكّ أكتر في الدولار و تدور على بديل. ناس كتير فاكرة إن عملة بريكس هي اللي رح توقّع الدولار، بس الحقيقة المشروع هذا نظري جدًّا و مستحيل تنفيذه قريب.
الخطر الحقيقي هو مشروع اسمه إمبريدج، و هذا اللي بيخوّف أمريكا بجد. ترامب ناسي حاجة مهمة جدًّا، إن كل ما يهدّد العالم، بيزيد التمرّد، و بدل ما الدول تخاف، بدأت تتحرّك أكتر عشان تلاقي بديل للدولار، و المفاجأة إن التهديد هذا ساعد على تطوير مشروع إمبريدج، المشروع اللي بيتبني في هدوء، و فعلًّا أول خطوة حصلت خلاص في يناير 2024، الشيخ منصور بن زايد عمل أوّل عملية تحويل دولي بـ 50 مليون درهم إماراتي، لكن التحويل هذا ما كانش بالدولار، و لا مر على أمريكا، و لا حتى استخدم سويفت، العملية كلها تمت عن طريق منصة اسمها إمبريدج و بعملة رقمية اسمها الدرهم الرقمي، و الضربة كانت قاضية. الكلام هذا معناه إيه؟ معناه إن العالم لأوّل مرة بيحوّل فلوس بشكل رسمي بين بلدين، الإمارات و الصين، من غير ما أمريكا تعرف أو تراقب، أو حتى تتدخل.
طيّب ليه النظام الأمريكي يبقى في خطر؟ تعالوا نشوف على أنظمة تحويل الفلوس اللي شغالة دلوقتي.
كل تحويل لازم يمر بالدولار، و لازم يمر على سويفت، و لازم يدخل بنك أمريكي عضو في نظام اسمه تشيبس، أمريكا بتعرف كل حاجة و بتقدر تمنع التحويل في أي لحظة، و النتيجة أمريكا استخدمت هذاكسلاح ضد روسيا، إيران و فنزويلاو هدّدت بيه الصين كمان، و هذاالسبب الرئيسي إن الدول بدأت تدور على بديل بعيد عن أمريكا. إمبريدج بقى بيكسر النظام هذا كله،أعطيك مثال: التحويل من الدرهم الرقمي للبات التايلاندي الرقمي بيتم في سبع ثواني بس. ما فيش دولار، ما فيش سويفت، ما فيش بنوك أمريكية، ما فيش رقابة أمريكية، و ما فيش عقوبات ممكن تطبّق، يعني العملية كلها صارت آمنة، سرّية، رخيصة و سريعة، و هذا يعتبر نظام مالي موازي للنظام العالمي، و أمريكا مش فيه.
وفي شوية أرقام بترعب أمريكا: التحويلات الدولية السنوية قيمتها 160 تريليون دولار، و على دخول 2030، الرقم هذا ممكن يوصل لـ 290 تريليون. متوسّط رسوم التحويل دلوقتي حوالي 1.5%، يعني مليارات في الهوا، على سبيل المثال، المغتربين سنة 2022 حولوا 626 مليار دولار لأهلهم، لو الرسوم هذه نزلت 1% بس، يعني 6 مليار دولار رح توفّر للأسر الفقيرة، و رح تخسر أمريكا. طبعًا، مين داخل مع الصين في اللعبة هذه؟ الإمارات، تايلاند، هونج كونج، و السعوية انضمّت رسميًّا في يونيو 2024.
و انضمام دولة ضخمة مثل المملكة مع قوة اقتصادية مثل الإمارات بيقول للعالم إحنا بنبني نظام مالي جديد بعيد عن أمريكا.
ترامب وقتها ابتدى يحس بالخطر، التحالف هذا هو أخطر حاجة على أمريكا من وقت الحرب الباردة، و أمريكا فهمت هذا كويس، و في أكتوبر تم الضغط على بنك التسوية الدولي عشان ينسحب من المشروع، و فعلًّا انسحب في أكتوبر 2024، البنك قال إنّه انسحب لأسباب غير سياسية، لكن الواقع و السبب الحقيقي هو الضغط الأمريكي، و الانسحاب كان بأوامر أمريكية.
ترامب بيفكر في إيه دلوقتي؟ ترامب مش غبي، هو عارف إن إمبريدج هي بداية نهاية هيمنة الدولار، و بالتالي هو بيحاول يلمّ الدنيا، هدّد البريكس، زعق في الأمم المتحدة و بيحاول يفرض عقوبات على أي دولة تشارك في المشروع، لكن الواقع، العالم بيتغيّر غصب عنه و الدول صارت عايزة خصوصيّاتها و استقلالها المالي، بعيد عن عين أمريكا. المستذ بوتين بقى داخل في الصورة، في قمّة البريكس 2024 اللي فاتت هذه، بوتين طرح مشروع اسمه بريكس بريدج، و قال علنًا عايمثلن نخرج من تحت عباية الدولار، و هذا خلّى أمريكا تعتبر إن إمبريدج قى مش بس مشروع مالي، لأ، هذا بقى جزء من حرب اقتصادية كبيرة جدًّا ضدها. طيب، هل إمبريدج رح ينجح؟ كل المؤشرات بتقول إن المشروع هذا رح يفضّل شغال بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، لحد ما يتم تأسيسه بالكامل.
الأمريكان خايفين فبيحاولوا يوقفوه سياسيًّا، و الصين بتقوّي الموضوع تكنولوجيًّا، السعودية و الإمارات بيدعموه ماليًّا، و هذا معناه إن الهيمنة الأمريكية على الفلوس قربت تنتهي.
اللي بيحصل دلوقتي مش مجرد نظام تحويل جديد، هذانظام عالمي جديد بيتولد، و ترامب مش قادر يوقفه مهما هدّد أو صرخ، الدول الكبيرة لقت البديل، و الدول الصغيرة بتستنّى تشوف مين اللي رح يكسب.
مستقبل الدولار على المحك
نعم مستقبل الدولار على المحكّ، و العالم بيبعد عن أمريكا بهدوء شديد، و سؤال اليوم، هل أمريكا فعلًا ممكن تفقد سيطرتها على النظام المالي العالمي؟ ومتى تعتقد إمبريدج رح يتحوّل لنظام عالمي رسمي؟
ولكي تفهم أكتر، خليني أقول لك البنوك بتمشي إزاي.
خلينا نركّز على الأهم و هي التحويلات البنكية، و اللّي تعتبر عمليات مالية بتخلي الأفراد و الشركات ينقلوا الفلوس من حساب بنكي للثاني، سواء داخل نفس البنك، أو بين بنوك
مختلفة محليًّا أو دوليًّا، و تعتبر العمليات هذه أساسية في النظام المالي الحديث، لإنه بتسهّل التعاملات التجارية و الشخصية بكفاءة و أمان.
التحويلات البنكية نوعين، تحويلات محلية، جوّة نفس البلد، بتكون يا إما بين حسابات في نفس البنك، و تعتبر العملية الأسهل و بتتم بأسرع وقت، لو أنت أونلاين .
أما الناحية الثانية فبتكون بين حسابات في بنوك مختلفة، و في الحالة هذه بيتم استخدام نظام المقاصة المحلي اللي بيربط بين البنوك لتسوية المعاملات، و عملية مثل كدة ممكن تاخد لها كا ساعة أو يوم عمل تقريبًا.
ثاني نوع وهي التحويلات الدولية و هو موضوعنا دلوقتي، و بتحصل من خلال نظام اسمه سويفت، و اللّي بيستخدم كشبكة عالمية بتربط بين البنوك، البنك المرسل بيبعت رسالة لسويفت للبنك المستلم عن طريق الشبكة، و بيوضح تفاصيل التحويل، و ممكن الموضوع يطلب وجود بنوك وسيطة، هذالو ما فيش علاقة مباشرة بين البنكين، و هذا طبعًا ممكن يعمل زيادة في الوقت و التكلفة.
من مزايا التحويلات البنكية التقليدية إنها تعتبر آمنة و انتشارها واسع، لكن من عيوبها إنها بتاخ وقت كبير، ممكن يوصل لأيام، خصوصًا مع وجود بنوك وسيطة، كمان التكلفة بتكون عالية نسبيًّا، مع اختلاف أسعار الصرف بين العملات.
و في ظل التطور التكنولوجي، من أهم الحاجات اللي بتميز نظام إمبريدج هي تقنية البلوك تشين، ببساطة كده، هي دفتر حسابات رقمي، بس مش أي دفتر، تعال أشرح لك بأسلوب سهل إيه هي تقنية البلوك تشين؟ تخيّل معاي أنت قاعد مع أصحابك بتلعبوا كوتشينة، و كل مرة واحد يكسب بتكتبوا النتيجة في ورقة قدامكم، بس الورقة هذه مش مع واحد بس، كل واحد فيكم معه نسخة، و كل شوية بتأكدوا إن النسخ كلها مطابقة.
وهذه هي فكرة البلوك تشين، بلوك تشين يعني سلسلة من الكتل، كل بلوك أو كتلة فيها مجموعة من البيانات مثل التحويلات المالية مثلًا، و لمّا البيانات هذه بتتسجّل، بتتقفل و تتحط على السلسلة و ترتبط باللّي قبلها، يعني كل كتلة مربوطة باللّي قبلها، و عشان تغيّر معلومة في كتلة، لازم تغيّر كل اللي بعدها، و هذا مستحيل يحصل بسهولة، ليه؟ البلوك تشين آمن عشان الموضوع ده، لا بيتحكّم فيه شخص واحد، و لا بيتخزّن في مكان واحد، هذا متوزّع على الآلاف أو ملايين الأجهزة حوالين العالم، كل واحد بيشارك في الشبكة عنده نسخة من السجل، و أي عملية جديدة لازم الكل يوافق عليها قبل ما تتسجّل، يعني ما فيش حد يقدر يزوّر أو يخبّي معلومة أو يعدّل في البيانات من دماغه.
طيب إيه علاقة البلوكتشين بالفلوس؟ العملات الرقمية مثل البيتكوين و الإيثيريوم كلها مبنية على البلوك تشين. الموضوع كبر و بقى هدف لبنوك مركمثلة عالمية كبيرة، و هذااللي حصل في مشاريع مثل الإمبريد اللي بتحاول تستخدم البلوك تشين في تحويل الفلوس بين الدول و البنوك بسرعةو أمان و بدون وسيط مثل سويفت.
التكنولوجيا الان صارت الحاضر مش المستقبل، بس خليني أقول لك إن في استخدامات ثانية للبلوك تشين مثل العقود الذكية، السمارت كونتركتس اتفاقيات بتتنفّذ أوتوماتيكيًّا من غير محامين و لا مكاتب، كمان تتبّع المنتجات و سلاسل الإمداد (السبلاي تشين) عمومًا، يعني تعرف اللحمة اللي أنت جبتها هذه جت منين و تربّت فين؟ كمان التصويت الإلكتروني، الانتخابات، يعني عايز انتخابات شفّافة، البلوك تشين يقدر يعملها لك. من عيوبه بقى إنّه لسه تقنية جديدة و فيها تحديات كتير في التنظيم و القانون، طبعًا بتستهلك طاقة كبيرة في بعض أنواعها مثل البيتكوين مثلًا، كمان محتاجة بنية تحتية قوية و مهندسين فاهمين، البلوك تشين مش مجرد ترند تقني، هذانظام ثوري بيغيّر طريقة حفظ و نقل البيانات والمعلومات
سواء كانت فلوس، أصوات انتخابية أو حتى بيانات طبية. و مثل ما قلت لك هو اللي رح يبقى أساس أنظمة مثل الإمبريد اللي ممكن تقلب موامزين الاقتصاد العالمي في المستقبل.
مزايا نظام إمبريدج
من أهم المزايا لنظام إمبريدج هي السرعة، بقول لك سبع ثواني التحويل بيحصل، كمان التكلفة المنخفضة، تقريبًا مثلرو تكلفة، لا في وسيط و لا رسوم، هذاغير الشفافية اللي بتميز المشروع لإنه قايم على تقنية البلوك تشين، و هذا سرّ نجاحها.
على فكرة، إمبريدج لسه في بدايته و لسه ما انتشر على نطاق واسع، بس كل يوم بيتوسّع، و كل دولة جديدة بتدخل بتكسر سنّة من أسنان الدولار.
هل أمريكا رح تعمل نسخة خاصة بيها؟ و هل رح تقدر توقّف المشروع هذا؟ و لا العالم قرّر خلاص يمشي في طريق جديد بعيد عن الهيمنة الأمريكية؟ و هل هذا معناه إن مصر و العالم العربي ليه فرصة؟ أكيد، لو عرفنا نستغل التحوّل هذا ، ممكن نفاوض أمريكا من مركز قوة، و ممكن نشارك في بناء النظام العلامي جديد، نظام مش أمريكا اللي بتتحكم فيه.